يهود الفلاشا أصلهم وعاداتهم
عدد مشاهدات الموضوع:
يهود الفلاشا أصلهم وعاداتهم
سبب تسمية الفلاشا:
توجد اختلافات وآراء كثيرة حول سبب التسمية، حيث ذكر
قشاني في كتابه "الفلاشا: التاريخ والعادات والتقاليد" أن كلمة فلاشا أو
فلسين معناها الغرباء أو المهاجرون، أي السكان غير الأصليين للبلاد، وقد ذكر ولدهان
أن اسم الفلاشا مشتق من فلاس، ومعناها بلغة الجعز السامية: عبر، وهاجر، فكانهم
العبريون أو المهاجرون، وفي المعاجم العبرية وردت مادة فلش في العبرية بمعنى: غزا،
وزحف، واجتاح، واقتحم، ونفذ.
والواضح من معاني الكلمة أنها تدل على الهجرة وعدم
الاستقرار وغالبًا ما يكون معنى الكلمة بناءً على دلالتها ولكن وقيل أنهم غرباء عن
الحبشة نفسها فليسوا أحباش أنقياء كما شاع بين الناس.
عدد يهود الفلاشا:
ذكر د. جلاء أن المصادر
اليهودية بالغت في عددهم اعتمادًا على تقارير المبشرين النصارى، إذ قدره البعض عام
1855 بمائتي ألف بينما قدره آخرون بربع مليون عام 1861، أما الحبر عزرائيل هيلد
سهيمر فقد قدر عددهم عام 1864 أيضًا بربع مليون فلاشي.
أصل يهود الفلاشا:
عندما يغيب العلم عن الساحة، ويأفل نجمه تظهر الأكاذيب،
ويعلو شأن الذين يهرفون بما لا يعرفون، ففي ظل غياب الحقائق التاريخية ظهرت آراء
ونظريات متعددة تتدور حول أصل يهود الفلاشا، و هذه النظريات والآراء التي راجت في
غياب الأدلة العلمية لا يمكن الاعتماد عليها كدليل علمي صحيح.
وقد ذكر الدكتور محمد جلاء إدريس في كتابه "يهود
الفلاشا" أبرز الآراء التي قيلت في هذا الصدد في خمس نظريات على النحو
التالي:
أولًا: الفلاشا نسل الأسباط العشرة المفقودة، خاصة سبط دان،
رحلوا إلى أثيوبيا بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي.
ثانيًا: هم نسل اليهود الذين هاجروا من مصر فيما بين القرن
الثاني والقرن السابع الميلاديين وتزاوجوا مع السكان المحليين.
ثالثًا: الذين هاجروا من اليمن بين القرن الثاني الميلادي وحتى
نشوب الحرب بين الملك الإثيوبي النصراني كالب وبين الملك العربي الجنوبي اليهودي
هجر المعروف بـ يوسف ذو نواس في القرن السادس الميلادي.
رابعًا: يهود الفلاشا موجات يهودية هاجرت خلال فترات مختلفة من
مصر وجنوب الجزيرة العربية فيما بين القرن السابع قبل الميلاد والقرن السادس
الميلادي، وتزاوجوا واختلطوا بالسكان الأصليين.
خامسًا: هم نسل سبط آجاو (إثيوبيون يتحدثون اللغة الكوشية)
تهودوا واتخذوا شكلًا خاصًا من اليهودية وذلك فيما بين القرن الرابع والخامس عشر
الميلاديين.
من هذه الآراء السابقة يظهر لنا من مجملها أنهم جماعات
متهودة، أي أن يهود الفلاشة ليسوا يهود أنقياء، وهذه الجماعة وغيرها من الجماعات
اليهودية تبرهن على كذب ادعاء اليهود بنقاء العرق؛ فلا يوجد عاقل على وجه الأرض
يقول بنقاء العرق وعدم اختلاط الشعوب، كيف لا؟! ونتيجة حرب واحدة من حروب العصور
القديمة قد تؤدي إلى إبادة جماعة كاملة بل وسوقهم كأسرى ونزع هوياتهم الأصلية، فمن
يتحدث عن نقاء العرق كمن يتحدث عن التمييز بين الملح والسكر عن طريق اللون.
سكن يهود الفلاشا وأهم عاداتهم:
الفلاشا كغيرهم من اليهود، دائمًا ما يبتعدون عن الزحام
والاختلاط بالآخرين، مثل حارة اليهود في مصر والجيتو في إيطاليا، وكذلك حال يهود
الفلاشا الذين سكنوا في قرى صغيرة للغاية، ومنهم من يتبعثرون في باقي القرى
الأخرى، وهذه القرى بدائية يسودها الفقر حيث يقيموا أكواخ صغيرة تسمى بلغة أهل
البلد "طوقول" وهو بيت ريفي بدائي يصنع من الأخشاب والطين.
وهذه الأكواخ البدائية لا تحمل سوى بعض الأثاث البسيط وأدوات
الطبخ المصنوعة من الفخار، وأما رجال الفلاشا فيعملون في رعي الأغنام والزراعة وهي
جماعات فقيرة حيث يعملون في الأراضي الزراعية كأجراء ولا يملكون أراضي مستقلة بهم ويعملون
بالمهن المتدنية في المجتمع الإثيوبي، ومن الغريب أنهم ليسوا كبقية اليهود فهم لا
يعملون في التجارة لأنها تحتاج الاتصال بالأغيار والخروج من القرى وهو أمر عسير
عليهم.
هذه مقدمة مختصرة عن يهود الفلاشا وعن أهم ما يميزهم
وبإذن الله سنواصل الحديث عنهم بالتفصيل في حلقات متواصلة التي ستنشر في قسم
"قلم المسلم" في مدونة المسلم للدراسات اليهودية.
ليست هناك تعليقات