آخر المقالات

ليونيد روجوزوف الطبيب الذي أجرى عملية جراحية لنفسه

عدد مشاهدات الموضوع:

الطبيب الذي أجرى عملية جراحية لنفسه ليونيد روجوزوف


في حياة كُلٍ منا موقف لا يمكن أن ينساه وهناك مواقف سجلها التاريخُ لقوة أثرها، حيث إن كل إنسان يقابل مواقفًا صعبةً في رحلة حياته؛ البعض يتغلب عليها، وهناك من يسقط ولا يستطيع أن يكمل، في هذا المقال سأتحدث عن شخصيةٍ ربما تُعد من الأشخاص ذوي القدرات الفائقة، فهو ليس خارق كما تظن الآن، لكنه ذو إرادةٍ قوية للغاية، جعلته يحارب من أجل البقاء على قيد الحياة إنه الطبيبليونيد روجوزوف.
الطبيبُ الذي أجرى عمليةً جراحيةً لنفسِه، (ليونيد روجوزوف)، كان طبيبًا ذا بدايةٍ جيدةٍ في عمله،  أُرسل مع بعثة إلى القارة القطبية الجنوبية قبل تقديم أطروحته العلمية في طرق علاج السرطانوبعد وصوله القاعدة بستة أسابيع بدأت الأمورُ تسوء، حيث شعر بآلامٍ شديدةٍ في بطنه / وبصفته طبيب/ استطاعَ تشخيصَ حالته، وعلمَ أن سبب الألم التهابٌ في الزائدة الدودية، لكن لسوء حظه كان أقربُ مركزٍ طبي يبعد ثماني مائة كيلو متر، وقد دون الطبيب في مذكراته أن آلامه تزايدت وقرر إجراء العملية لنفسه ولم يرَ بديلًا آخر، وبالفعل بدأ الطبيب بالاستعداد ، حيث تناول بعضَ المضاداتِ الحيوية وحاول تخفيض درجة حرارته، إلا أن حالته كانت تسوء بشكلٍ عام ، وبدأت التجهزيات حيث اجتمع مجموعة من مرافقيه في البعثة في غرفة ، وأضاءوها بالآشعة فوق البنفسجية لتعقيمها
وبدأت العمليةُ وكان الطبيبُ تحت تأثير التخدير الموضعي،  أبقى الطبيبُ نفسه في حالة من الوعي تكفي للإنتباه لما يقوم به، وفي حال فقدان الوعي يقوم العلماء المرافقون له بحقنه بعقارٍ منشط، كان يقوم بالعملية بوضعية المتكئ، وتعاون فريق العلماء في حمل المرآة التي استعان بها في رؤية ما يقوم به، وأثناء الجراحة واجه الطبيب والفريق بعض الصعوبات، وكان الطبيب يتعرق بشدة، حتى انهى عمله مبتلاً من كثرة التعرق، فتناول بعض الأقراص حتى ينام.
شعر أنه تحسن بعد أن استمر في تناول المضادات الحيوية، وأصبحت حرارته طبيعية بعد خمسة أيام، كما أزال الخيوط الجراحية، وعاد للعمل بعد أسبوعين، واستمر به لمدة عام كامل، وبعدها عاد إلى بلدته، وذهب إلى عيادته صباح اليوم التالي، كما أكمل أُطروحته التي ترك العمل بها بعد ذهابه إلى القطب الجنوبي.
وفي ظل ظروف العملية القاسية تُعد هذه العملية هي الوحيدة من نوعها، فل يقم أحد قبل ليونيد بشق بطنه تحت تأثير التخدير الموضعي، لكنه كان أمام خيارين كلاهما مُر إما انتظار الموت أو المجازفة وإجراء العملية إنقاذًا لحياته.
ولكن المثير للدهشة هو أن ليونيد لم يكن يرى أن ما فعله شيئًا كبير بل كان دائمًا يقابل مادحيه بابتسامه يقول بعدها: "إنَّه عملٌ كأيِ عملٍ آخر حياة كأيِ حياةٍ أخرى".

ليست هناك تعليقات