آخر المقالات

كتاب "The Myths of Zionism أساطير الصهيونية"

عدد مشاهدات الموضوع:



بسم الله الرحمن الرحيم

إن التلاعب بالعقول واستخدام الإعلام المضلل أداة إسرائيلية أصيلة، حيث سعى هذا الكيان الدموي عن طريق الإعلام بإقناع العالم أنه الحمل الوديع. وبين التأييد والمعارضة، ظهرت الأقلام الحادة التي توضح كذب الصهيونية وادعاءاتها، وتوضيح حقيقة الأرض المغتصبة؛ حيث برز في الساحة المفكر "روجيه جارودي" الذي تناول الكذب الأسود في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، وظهر كتاب "الخداع" لـ "بول فندلي"، أما الناقد الأكثر شهرة بين الجميع هو "جون روز" صاحب كتاب "أساطير الصهيونية" الذي هدم فيه بنيانهم من القواعد، ولما لا يكون الأشهر؟! وهو يهودي الديانة؛ لكن الإنسانية لا تتجزأ فربما يعادي صاحب المعدن الطيب أبناء عقيدته عندما يتجردوا من إنسانيتهم، وهو في كتابه هذا يقدم نقدًا تحليليًّا لجذور الصهيونية. ولم يقتصر نقده على ادعاءات اليهود المعاصرة، بل نظر إلى الأساطير القديمة المتعلقة بتاريخ اليهود. على أن فكرة الكتاب بدأت معه في صيف عام 2002م، وذلك بعد تصريحات "إيهود باراك" العنصرية، التي تتهم العرب بصفات ليست فيهم.
وضع المؤلف للفصل الأول العنوان "التوراة هي عهدنا"، وهو عن أسطورة شائعة روجها زعماؤهم المدعون، وهي أسطورة العهد التي أطلقها بن جوريون؛ حيث ادعى أن التوراة أباحت له أن يأخذ أرض فلسطين بناءً على العهد المقدس، وقد ركز المؤلف على أكاذيب "بن جوريون" وتطويعه للفقرات التوراتية لخدمة هدفه الخبيث، وقد ذكر استشهاداتٍ  تدلل على أنَّ الإرث اليهودي  ليس فيه ما يؤيد أكاذيب  الصِّهيونية حول "إسرائيل" القديمة Ancient Israel، أو مملكة داود وسليمان The United Monarchy of David and Solomon، التي يقال إنها بدأت عام  1000 إلى 922 قبل الميلاد. يقول صاحب الكتاب "جون روز": "إن العهد القديم يشمل الكثير من الكلمات المقدسة التي تعد مصدرَ هداية لليهود وهذا بصفته شعبًا ديَّنًا، وهذه الكلمات منظومة في سلسلة معقدة إلى حدٍّ كبير، ومصدر نظام لاهوتي عميق، وما يزال هذا الكتاب مصدر إلهام للكثيرين، إلا أنه من الواجب علينا التعمق في معاني الكلمات التي وضعت في عصر الدولة المتحدة القديمة، منذ ثلاثون قرنًا مضوا وتلك مشكلة كبيرة حيث تشير الكلمات المذكورة إلى مجتمع مزدهر ودولة إسرائيل القديمة كانت متقدمة، لكن أين دلالتها؟ وَفْقًا لـ "فنكلشتاين"Finkelstein و"سيلبرمان" Silberman أصحاب كتاب "التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها؛ رؤية جديدة لإسرائيل القديمة وأصول نصوصها المقدسة في ضوء اكتشاف علم الآثار".
أما الفصل الثاني فهو يتحدث عن (أسطورة النُّزوح)، حيث تعد السمة الرئيسة لليهود، ويوضح كيف أنهم وحتى سقوط الهيكل في بيت المقدس منذ ألفي عام، كان أكثر اليهود يقيمون خارج أسوار "فلسطين" مشتتين في أطراف الإمبراطورية الرومانية وما وراء حدودها، خصوصًا "بابل".
ويناقش الفصل الثالث سلسلة الأساطير التي تتحدث عن اضطهاد اليهود، ويربط هذه الأحداث بالصورة النمطية للتاجر اليهودي التي ظهرت في أوروبا العصور الوسطى، ويتحدث عن سيطرة اليهود على الاقتصاد فيشير إلى أنها من أسباب العداء النصراني لليهودية، إلا أن أوروبا كانت ترعى اليهود بصفتهم يمثلون شريحة اقتصادية كبيرة ويحتكرون العديد من السلع المهمة.
وقد خصص كلًا من الفصلين الرابع والعاشر للحديث عن (العلاقاتِ العربية – اليهودية)؛ حيث تحدث في الرابع عن العلاقات تحت الحكم الإسلامي بين القرنين العاشر والثالث عشر الميلاديين، أما الفصل العاشر فوصف العلاقةَ المعاصِرَة بين العرب واليهود. يريد المؤلف من خلال الأدلة التي ساقها أن يبرهن أنه من الممكن أن يعيش العرب واليهود سويًّا، ويهدم بهذا الرأي الدعوى الصهيونية التي تؤكد على استحالة الجمع بين العرب واليهود في مكان واحد، وينتج عن ذلك سلام حقيقي.
وفي الفصل الخامس الذي عنونه بـ "أرض بلا شعب"، والفصل السادس "لشعب بلا أرض" فيهدف من خلالهما إلى تفكيك تلك العناوين، ويتحدث عن إبداع العرب في مجال الزراعة الذي ظهر بوضوح على أرض فلسطين قبل احتلال الصهاينة لها.
وخصص المؤلف الفصلين السابع والتاسع للحديث عن حقيقة الصهيونية التي حاولت جاهدة أن تساوي بين إجرامها وبين حلم الاستقلال التي تسعى إليه الشعوب الحقيقية، وكأنها تجاهد من أجل حق لها، ووضح كذبها بسبب أفعال الحركة الصهيونية ضد الإنسانية؛ فهي التي أيدت مساعي بريطانيا الاستعمارية وسطوتها على الوطن العربي، وهي الحليف الكبير للولايات المتحدة الأمريكية.
أما الفصل الثامن فأشار إلى الادعاء الخالد لهم وهو أسطورةَ المحرقة النازية التي جعلوها أداة لإقامة دولة على أرضٍ ليست لهم، فمهما كانت هذه جريمة في حق جماعة معينة، فإن الذي أحدثته الصهيونية في خريطة الوطن العربي أكثر بشاعة وأكثر جرمًا ضد الشعوب العربية.
                ويختتم المؤلف كتابه قائلًا: "المشكلة في الصهيونية، وشرط السلام في الشرق إزالتها، وهي الشرط الوحيد من أجل إقامة حياة بين العرب واليهود، تلك هي الخاتمةُ الوحيدة الممْكِنة لهذا الكتابِ، أنا لستُ بحاجةٍ إلى أنْ أُقنعَ القرَّاءَ العرب بهذا؛ لأنَّ الغالبيةَ العظمى من العرب تؤمنُ بهذا الحقِّ البدهي، جلُّ النَّاس في أوروبا وأمريكا الشمالية ليسوا مقتنعين بهذا الأمر، ومع أنَّ الدعوى من أجلِ العدالة للفلسطينيين مسموعةٌ بصورةٍ عالية أكثرَ من ذي قبل، إلا أنَّه ما يزالُ هناك اعتقادٌ متلكِّئ بأنَّ دولةً يهودية في "فلسطين" مسوغةٌ أيضًا، وأنه يمكن بطريقةٍ ما للطرفين أنْ يكون بينهما تصالحٌ".
استطاع هذا الكاتب من خلال خبرته الأكاديمية إسقاط القناع عن وجه الصهيونية القبيح، فحينما يتحدث العلم فلا مجال للجدل القائم على الكذب والادعاء والتعصب والذاتية التي لا قيمة لها.

ونظرًا إلى قيمة هذا الكتاب، فقد آثرنا مشاركتكم إياه.

لتنزيل كتاب "أساطير الصهيونية The Myths of Zionism"
يُرجى الضغط على الرابط التالي

------------------------------------------------------
والله من وراء القصد








ليست هناك تعليقات