آخر المقالات

الوحدة (8200) ودورها في خدمة صفوف العدو في حرب أكتوبر

عدد مشاهدات الموضوع:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
نحدث حضراتكم اليوم عن الوحدة (8200) ودورها في خدمة صفوف العدو في حرب أكتوبر.

كانت تسمى في الماضي بالوحدة (515)، إلا أنها عُرفت وقت حرب أكتوبر بالوحدة (848) أو "وحدة المَرْقَب". بعد حرب أكتوبر 1973م، صار اسمها الوحدة (8200) على اسم رقم البريد العسكري آنذاك.


وظيفة الوحدة
وهي وحدة جمع الإشارات المخابراتية وفك الشفرات التابعة لشعبة المخابرات العسكرية (أمان) في الجيش الإسرائيلي، وتعتبر –وفقًا لمذكرات قائدها– وحدة الإنذار المركزية لشعبة المخابرات العسكرية (أمان)، كما تعتبر أهم الوحدات العسكرية وقت حرب أكتوبر 1973م. في العادة، يكون قائدها ضابطًا برتبة عميد، وهو مجهول الهوية، إلا أن قائدها وقت حرب أكتوبر 1973م، كان العقيد (يوئيل بن بورات) (1972م – 1976م).

دورها منذ اندلاع الحرب
·       جمع المعلومات منذ حرب 1967م
 تولت هذه الوحدة المسؤولية الرئيسة عن جمع المعلومات المخابراتية ونقلها إلى دائرة المخابرات المركزية للجيش الإسرائيلي ليتم تحليلها. منذ حرب 1967م، استثمرت شعبة المخابرات العسكرية (أمان) موارد ضخمة بهدف تحسين القدرة على جمع معلوماتها عن سوريا ومصر. ولتحقيق هذه الغاية، بَنَت الشعبة مركزًا رئيسًا للتنصت في هضبة الجولان (تل أبو الندى وجبل الشيخ) وفي شبه جزيرة سيناء (قاعدة أم خشيب التي أُطلق عليها الاسم "بابل" أو "درة التاج" في مذكرات العقيد يوئيل بن بورات). ونظرًا إلى أن الوحدة (848) هي الوحدة المركزية للمعلومات، كان منوطًا بها رصد العلامات الدالة على وجود حرب، وجمع معلومات من مخابرات الاتصالات (COMINT: Communications Intelligence)؛ وذلك بهدف إعطاء إنذار صريح حول وجود هجوم وشيك من عدمه.


المعلومات التي جمعتها الوحدة
·       عن الجبهة السورية
وفي الأسابيع القليلة التي سبقت حرب أكتوبر، تمكنت الوحدة من جمع كمية كبيرة من العلامات الدالة على وجود استعدادات مصرية وسورية لشن هجوم. ومن أهم هذه العلامات على الجبهة السورية، تحريك دبابات التجسير (خاصة بتركيب الجسور) السورية في اتجاه الخط الأمامي، وكذلك نقل طائرات هجوم من طراز "سوخوي 17" إلى مطارات متقدمة وغير محصنة، علاوة على تحريك اللواء (47) من قاعدته الدائمة في منطقة "حمص" إلى القطاع الجنوبي لهضبة الجولان.

·       عن الجبهة المصرية
أما أهم العلامات التي جمعتها الوحدة (848) على الجبهة الجنوبية مع مصر، فتمحورت في نقل كميات كبيرة من الذخيرة الحية إلى الجبهة، كما أن معدل تبادل الاتصالات في إطار المناورة "تحرير 41" كان منخفضًا جدًّا؛ مما يدل على أن المناورة لم تنفذ. ولما بدأ الإجلاء السوفييتي غير المخطط له من سوريا ومصر قبل اندلاع الحرب بنحو 48 ساعة، شرعت الوحدة (848) في نقل كمية كبيرة من المعلومات ذات الدلالة عن سلسلة الأحداث التي تحيط بهذه العملية.
·       الإنذار المبكر عن اندلاع حرب أكتوبر
أما معلومات الإنذار المبكر المهمة التي نقلتها هذه الوحدة إلى قيادة المخابرات في الجيش الإسرائيلي، فكانت قبل اندلاع حرب أكتوبر بنحو عشرين ساعة، ومفادها أن الإجلاء السوفييتي جاء في أعقاب معرفة القيادة السوفييتية في موسكو أن سوريا ومصر سيشنان حربًا على إسرائيل. إلا أن قيادة المخابرات في الجيش لم تنقل هذه المعلومة المصيرية إلى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش وإلى وزير الدفاع، لهذا فقدت المعلومة قيمتها.
·       مصير الوحدة
وقد فشلت هذه الوحدة أيضًا في عملها بسبب قرار رئيس شعبة المخابرات العسكرية (أمان) اللواء (إيلي زعيرا) بعدم استعمال "الوسائل الخاصة" (وسائل جمع مخابرات الإشارات "SIGINT: Signals Intelligence") في جمع المعلومات التي كانت في حوزتهم، والتي كان من المحتمل أن توفر إنذارًا صريحًا بأن الاستعدادات العسكرية المصرية ترمي إلى شن حرب. وفي أعقاب سقوط موقع "جبل الشيخ" (حرمون) في الساعات الأولى للحرب، فقدت الوحدة (848) جزءًا مهمًّا من قدرتها على جمع المعلومات، ليس فقط بسبب خسارة أجهزة التنصت، ولكن أيضًا بسبب سقوط بعض جنود الوحدة في الأسر، والاستجواب السوري لهم. وختامًا، لا شك في أن فشل هذه الوحدة في مهمتها، أسهم بشكل كبير في انتصار أكتوبر 1973م.

يمكنكم الاستزادة عن الوحدة من المعجم الذي وفرناه لكم في المدونة:
معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإسرائيلية.

ليست هناك تعليقات