آخر المقالات

بن جوريون؛ أيقونة الصهيونية (Ben-Gurion: Icon of Zionism)

عدد مشاهدات الموضوع:


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
مرحبًا بك عزيزي القارئ. في هذا المقال نعرض لحضرتك أحد أبرز الشخصيات الصهيونية؛ ألا وهو "دافيد بن جوريون" (דָּוִד בֶּן-גּוּרִיּוֹן David Ben-Gurion)؛ الرئيس الأول للحكومة الصهيونية.
إن المؤلفات التي كتبها بن جوريون، وكذلك الكتابات التي تتحدث عنه، علاوةً على الحكايات الشفهية التي تحكي عن حياته ودوره في الحركة الصهيونية وقيام الكيان الصهيوني، تعد كالبئر التي لا قاع لها، وتؤكد أهمية هذه الشخصية المؤثرة في تاريخ الصهيونية. فلا يكاد يمر عام إلا ويصدر كتاب يتحدث عن فكر بن جوريون وملامح شخصيته والدروس المستفادة من تاريخه. أما أحدث هذه الكتب، فقد صدر عام 2015م: אניטה שפירא: בן-גוריון; דמותו של מנהיג. תל-אביב: עם עובד, 2015. وهو عبارة عن سيرة غيرية، تتحدث فيها "شابيرا" عن السمات الشخصية لبن جوريون التي أهلته لقيادة اليهود في اللحظات المصيرية لقيام الكيان الصهيوني. ولا تتوقف المؤلفات والمقالات عن ذكر أهمية هذه الشخصية، وكذلك علاقتها بالكتاب المقدس العبري الذي كان موضوعًا دائمًا على طاولته.



نشأته

ولد "دافيد جرين David Grün" عام 1886م في مدينة "بلونِسك Płońsk" البولندية. وتشبع منذ نعومة أظفاره بحب الصهيونية واللغة العبرية؛ حيث كان أبوه من طلائع حركة "أحباء صهيون" ولديه ميول لأفكار صهيونية، تركت أثرها في ابنه "دافيد".

ظهر نشاط بن جوريون في سن مبكرة؛ إذ عمل على نشر اللغة العبرية بين الشباب وفي إعدادهم للارتحال إلى فلسطين. وقد عدّ بن جوريون الصهيونية علمًا عمليًّا يجب تطبيقه بواسطة الارتحال إلى فلسطين واحتلالها بما يُسمى (العمل العبري)؛ أي إحلال الأيدي العاملة اليهودية محل العربية. ومن ثم، رأى "داني أيالون Danny Ayalon" (1955م – ...) –نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني– أن بن جوريون هو أعظم زعيم صهيوني عملي على الإطلاق.

سفره إلى فلسطين


ارتحل بن جوريون إلى فلسطين عام 1906م مع أعضاء موجة الارتحال اليهودية الثانية (1904م – 1914م). وعمل لسنوات في العمل الزراعي في مستوطنات: "بيتاح تكفا"، و"كفار سابا"، و"ريشون لتسيون" وغيرها. وفي عام 1910م، كان أحد محرري مجلة "אַחְדוּת وحدة"، مجلة حزب "بوعالي تسيون" في القدس، ووقع مقاله الأول باسمه الجديد "בֶּן-גּוּרְיוֹן بن جوريون" الذي استعاره من أحد أواخر المدافعين عن القدس ضد الكتائب الرومانية، ومنذ ذلك الوقت صار اسمًا رسميًّا له.


المناصب التي تقلدها (قبل إقامة الكيان)



في عام 1919م، صار زعيم حزب "أحدوت هاعفودا". ومنذ عام 1921م، أصبح السكرتير العام لاتحاد العمال "الهستدروت". في عام 1930م، تزعم حزب "ماباي" الذي نشأ جراء الاتحاد بين حزبي "أحدوت هاعفودا" و"هبوعيل هتساعير". وفي عام 1933م، صار عضوًا في الإدارة الصهيونية، ثم انتخب عام 1935م رئيسًا لإدارة الوكالة اليهودية في القدس، وظل في هذا المنصب حتى قيام الكيان الصهيوني.


جهوده لخدمة الصهيونية




منذ عام 1937م، عمل على إقامة "دولة يهودية" وفق ما جاء في خطة التقسيم. ولما أصدرت الحكومة البريطانية "الكتاب الأبيض" عام 1939م الذي حدّ من الارتحالات اليهودية إلى فلسطين، قال بن جوريون: "لن نتنازل ولن نتراجع بكل ما في الكلمة من معنى". وبناءً على ذلك، لجأ إلى تنظيم سريع ومكثف لارتحال اليهود إلى فلسطين من دون تصاريح رسمية من الحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين، كما سعى إلى إقامة مستوطنات في المناطق التي مُنع اليهود من الوصول إليها.
في أثناء الحرب العالمية الثانية، كان من المبادرين إلى "خطة بيلتمور Biltmore Program" عام 1942م التي طالبت بإلغاء الكتاب الأبيض وفتح باب الارتحال أمام اليهود وإقامة "دولة يهودية مستقلة" على أرض فلسطين. وعلى الرغم من ذلك، أعلن بن جوريون أن اليهود سيقفون إلى جانب بريطانيا في حربها ضد هتلر والنازية لأنهما عدو مشترك، وقال جملته الشهيرة: "علينا محاربة النازيين وكأن الكتاب الأبيض غير موجود، وأن نحارب الكتاب الأبيض وكأنه لا توجد حرب ضد النازيين".

المناصب التي تقلدها (بعد إقامة الكيان)


على الجانب الآخر، أظهر بن جوريون معارضته الشديدة لعصابتي "الإيتسيل" و"الليحي"، ورأى أن أعضاءهما من المنشقين عن الصف اليهودي، ولكنه عندما بادر إلى تنظيم ما يُعرف بـ "التمرد اليهودي" ضد السلطات البريطانية، ضم كل العصابات تحت كنف واحد. وخلال الأعوام "1946م – 1948م"، سعى إلى تأسيس قوة عسكرية يهودية في فلسطين استعدادًا لما سيحدث عند انسحاب الانتداب. ولما أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم (181) في 29 نوفمبر 1947م، تزعم بن جوريون النشاط السياسي والعسكري من أجل تنفيذ هذا القرار. وقد تكلل مجهوده بالنجاح، عندما أعلن عن قيام الكيان الصهيوني في 14 مايو 1948م.
وبعد قيام الكيان الصهيوني، تولى بن جوريون منصب الرئيس الأول للحكومة الصهيونية ووزير الجيش لفترتين "1948م – 1954م" و"1955م – 1963م". وفي أثناء توليه منصب وزير الجيش، فكك عصابات "الإيتسيل" و"الليحي" و"البالماح"، وأعلن عن إقامة "الجيش الصهيوني". دخل الكنيست الصهيوني خمس مرات من الأول وحتى الخامس "1949م – 1965م" متزعمًا حزب "ماباي"، ودخل الكنيست السادس "1965م – 1969م" متزعمًا حزب "رافي" الذي أسسه نتيجة الانشقاق الذي حصل داخل "ماباي".

سياساته ضد الدول العربية


علاوةً على ما سبق، أظهر بن جوريون توجهًا سياسيًّا متشددًّا ضد الدول العربية؛ إذ إنه رفض الانسحاب من الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني والتي كانت خارج حدود قرار التقسيم، كما منع العرب الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، وعارض تدويل القدس.

وفاته

 منذ عام 1970م وحتى وفاته عام 1973م، تفرغ إلى إنهاء مؤلفاته التي لم تكتمل. وتخليدًا له، أُطلق اسمه على "مطار اللُّد" وعلى شوارع ومؤسسات كثيرة في الكيان الصهيوني، منها: جامعة بن جوريون في النقب.


يمكنكم الاستزادة عن بن جوريون في المراجع التي وفرناها لكم في المدونة:

هناك تعليق واحد:

  1. الصهيونية هى نموذج حى لانتهاك القوانين وانتهاك الانسانية والاستيلاء على اراضى وحقوق الغير

    ردحذف