دور وزارة الشؤون الدينية في الكيان الصهيوني

عدد مشاهدات الموضوع:

إذا كان الكيان الصهيوني -لمن يراه من الخارج- نموذجًا للدولة العلمانية؛ فإن الدين لا ينفصل عنه بصورةٍ كاملة؛ فالناظر إليه بعين بصيرته يعرف جيدًا أنه لولا العقيدة لما ظهر  ذلك الكيان. وعلى الرغم من وجود مظاهر التحرر من الشريعة وأحكامها، فإن هناك مؤسسات تعمل على إعلاء هذه العقيدة في قلوب البسطاء، وبالطبع عند الملتزمين بالعقيدة. من هذه المؤسسات (وزارة الشؤون الدينية).

وعلى الرغم من وجود مؤسسة دينية لها دور بارز وهي (الحاخامية الرئيسة) أو دار الحاخامية الكبرى، فإن هذه الوزارة تعد ذراع فعّال لدعم دور الأخيرة.

في هذا المقال سنعرض لكم أهم المهام التي تنفذها هذه الوزارة، والتي تتمثل فيما يلي:

·       الإشراف على الكشروت (כשרות)

الكشروت هو مصطلح يدل على الحلال والحرام في الشريعة اليهودية، وقد خصص للاستخدام في الطعام؛ ليفرق بين الطعام المقبول في الشريعة اليهودية، والطعام المحظور على اليهود، ولا يلتزم كل اليهود به، فكما أشرنا أن منهم من تحرر من العقيدة، وأبقى في قلبه بعض النصوص التي تعطيهم السيادة، والتشريف الرباني.

ويشمل ذلك الإشراف على اللحوم المستوردة[1]؛ لإخضاعها لأحكام الشريعة، وبيان مدى صلاحيتها لليهودي، وهذا يدل على أن دورها لا يقتصر على إيضاح النصوص فحسب، بل يتعدى ذلك لتطبيقها أحيانًا.

 ·       تمويل بناء المعابد والحمامات الطقسية

         بالإضافة إلى دورها في إبراز الأحكام التشريعية؛ فإنها تساهم بشكل كبير؛ في تمويل بناء المعابد، والحمامات الطقسية، أضف إلى ذلك دورها المهم في إمداد المعابد والمؤسسات الدينية بالمقالات الدينية والأدبية[2].

  ·        الإشراف على عمليات الدفن

          إن الدفن في الشريعة اليهودية له طقوس خاصة، وهي مهمة للغاية لديهم؛ فهم يؤمنون بما يعرف باسم نجاسة الميت، وما يترتب عليه من آثار على أهل البيت؛ لذلك تتولى هذه المؤسسة هذه الأمور الطقسية، بدايةً من الطقوس التي تحدث داخل البيت، حتى دفن الميت.

  ·        تطوير المدارس الدينية (اليشيفوت)

       المدارس الدينية هي تلك المؤسسات التي تهتم بتدريس علوم الشريعة اليهودية، يعهد إليها اليهود المتدينون تعليم أبنائهم؛ لينشأ الصبي على فهم عقيدته، والعمل على تطبيقها، وهي تخضع بصورة عامة لوزراة الشؤون الدينية.

  ·        إدارة الشؤون المالية الخاصة بالنظام الحاخامي

       بما أن النظام الحاخامي يشكل صورة مهمة من صور النشاط الديني في المجتمع «الإسرائيلي»؛ فإن وزارة الشؤون الدينية تدير الأمور المالية الخاصة به، وهو نوع من الرقابة السياسية للمؤسسات الدينية البحتة.

---

[1] عمر كامل، اليهود العرب في إسرائيل رؤية معرفية، مكتبة الإسكندرية، 2018. ص336.

[2] عمر كامل، (المرجع السابق). ص336.